رياضة الجمل وتاج مع النداء..العيساوي «يحرّم» التصويت..الهيشري يدعو الى الاقبال على الصناديــــــق... ومنصر «هابل» على أنانية السياسييــــن
قبل بضعة أيام فحسب من انتهاء آجال التسجيل للانتخابات القادمة بتونس، تأتي المؤشرات القادمة من الأطراف المعنية في شكل صفارات استغاثة من حالة نفور غير مسبوقة يجزم أهل الساسة بأنها سـ»تعدم» حقا الحلم الديمقراطي ان تواصل الأمر في بلادنا بما هو عليه من قلة اكتراث ولا مبالاة.
ولأن الأمر بات مدعاة للحيرة والاستفسار عن أسباب هذا العزوف، كان لا بد من الخوض في الشأن السياسي مع بعض من الوجوه الرياضية المعروفة ببلادنا للتأكد من استشراء حالة وعي سياسي لدى رياضيينا أم لا في ظل ما يتردد سرا وعلانية أن كل همّ مشاهير الرياضة هو جني ما أمكن من الأموال ..أما عدا ذلك فانه لا يدخل ضمن طائلة مشاغلهم.
وبين الاستفسار عن اقدامهم على التسجيل وكذلك قراءتهم للوضع السياسي الراهن ونواياهم الانتخابية، كانت لأخبار الجمهورية دردشة مع بعض الرياضيين التونسيين لاستطلاع موقفهم من الحراك السياسي وكذلك لمعرفة حالة النضج الحاصلة وكذلك وعيهم بدقة المرحلة التي تمرّ بها البلاد والتي تفترض منهم جهدا اضافيا لجر البقية نحو الاقتداء بهم أسوة بما يأتيه مشاهير الرياضة في العالم ممن ظهروا مرارا وتكرارا في مختلف هذه المواقف والمراحل الدقيقة لبلدانهم ومثّلوا قادة حقيقيين للرأي العام..
بقية المعطيات في هذه المراوحة بين السياسة والرياضة وكذلك اعترافات البعض عن نواياهم الانتخابية وكذلك مآخذهم على المسؤولين الحاليين تكتشفونها تباعا:
نزار العيساوي: الانتخابات «حرام» والحلّ في المبايعة
بداية الجولة في هذا الملف حملتنا الى الهداف الثاني للبطولة الوطنية في الموسم الفارط وهو المهاجم الرحالة نزار العيساوي الذي قال لنا انه لم يبادر بتسجيل اسمه الى حد الساعة في الانتخابات، ولما سألنا محدثنا عن الدواعي قال انه تعمّد ذلك ولم يكن عن سهو مشيرا الى أنه يتعامل مع قاعدة «الانتخابات حرام»، وهو لا يعترف بها بل يدعو الى «مبايعة» شخص يقود البلاد في هذا الظرف الخانق الى أقرب طوق للنجاة عوض اهدار المال والوقت في الانتخابات.
ولما طرح العيساوي هذه الفرضية سألناه عن المرشّح الذي يرى في شخصه توافقا واجماعا من قبل مختلف الفرقاء السياسيين، أجاب بأنه يقترح اسم رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي من منطلق خبرته السياسية.
عمار الجمل: هذا الخطاب غريب عن «الكوارجية»
من جهته أكد المدافع الدولي عمار الجمل أنه لم يقدم الى الأن على تسجيل اسمه في الدائرة الانتخابية التي يعود اليها بالنظر، لكنه لم يستبعد اتمام ذلك في الأيام القليلة القادمة من منطلق حرصه على التمتع بحقه الانتخابي الذي ضمنته له الثورة حتى وان حلت بها عدة مستجدات نفّرت العباد من المشهد السياسي كما جاء في رواية الجمل.
عمار قال أيضا انه لا يمكن القاء اللائمة على «الكوارجية» بعد الخوض في الشأن السياسي لأنه يعتبر الخطاب المدرج في المشهد التونسي غريبا عن الرياضيين ولا يمكن لهم الغوص فيه كثيرا كما هو شأن الجوانب الفنية والكروية مثلا.
وختم الجمل بالتأكيد انه جاهز للانتخاب وحسم موقفه مسبقا بنية التصويت لحركة نداء تونس...
هيثم الجويني: جاهز للتسجيل ولم أحسم موقفي
أكد لاعب الترجي الرياضي هيثم الجويني انه لاحظ مؤخرا اهتماما كبيرا بالتسجيل للانتخابات وهو ما حفّزه على المبادرة بدوره وقال انه سينهي التسجيل قريبا حتى لا يتحسّر لاحقا على التمتع بحقه الانتخابي.
الجويني قال ان التقليد باسهام الرياضيين في المشهد السياسي للبلاد لم يصبح دارجا ومنتشرا بشكل كبير وهو ما جعل النفور كبيرا من قبل الكوارجية،لكنه يعتبر الانتخابات القادمة فرصة للمصالحة .
وأضاف الجويني انه لم يحسم موقفه بعد لأي حزب أو تيار سيمنح صوته مؤكدا انه سيفكّر مليا في الأمر...
محمد علي منصر: السياسة هبّلتنا...
أشار متوسط ميدان النادي الصفاقسي محمد علي منصر الى أن زخمة التربصات واللقاءات لم تمنعه من مواكبة ما يجري من تطورات بسرعة الصوت في المشهد السياسي.
منصر قال انه سيبادر قريبا بالتسجيل حتى يساهم في الانتقال الديمقراطي ويمنح صوته عن قناعة لمن يستحقه بلا مواربة ولا مجاملات..
وأضاف منصر ان ازدواجية الخطاب لدى الساسة وسعي كل منهم الى فرض مشروعه والبقاء في كرسي السلطة كلّها عوامل خلقت تخمة «هبّلت» المواطنين على حد رأي لاعب السي.أس.أس.
وختم منصر بالتأكيد ان اهتمامه منصب حاليا على متابعة ما يجري من اعتداءات وحشية على الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة..ولكن عندما يحين الأمر فانه سيسجل حضوره في الانتخابات القادمة ببلادنا.
وليد الهيشري: سأصوّت «للّي يستاهل»
بدا المدافع الحالي لأهلي طرابلس الليبي وهو وليد الهيشري متحمّسا للخوض في المسألة الانتخابية وتحفيز المواطنين على التسجيل والمشاركة في الانتقال الديمقراطي، وحتى ان لم يبادر من جهته بالاقدام على هذه الخطوة، فانه أكد استعداده للقيام بذلك ومؤكدا أنه سيمنح صوته «للّي يستاهل» وللأكثر كفاءة.
ودعا الهيشري كافة التونسيين الى المحافظة على الثورة وعدم اجهاضها قائلا بالحرف الواحد « يلزمنا نحمدو ربي على الخير اللي عايشينو كي نشوفو مصر وليبيا وغيرهم»...
عصام تاج: هوس الكراسي أضرّ ببلادنا..ولابد من صعود طبقة سياسية جديدة
ختام الرحلة كان مع اللاعب الدولي لمنتخب كرة اليد عصام تاج الذي قال انه لم يغفل عن الانتخابات ويستعد لاتمام التسجيل في احدى الدوائر بمونبيليي الفرنسية عند عودته قريبا الى هنالك. «تاج الكبير» أضاف ان الرياضيين ليسوا بمنأى عما يجري من تجاذبات في البلاد ولكنه عاب على الاعلاميين عدم اهتمامهم بالحراك السياسي للرياضيين ومحاولاتهم في كسر الطوق المفروض عليهم.
وقال تاج ان الملل والنفور تسرّبا الى نفوس التونسيين بفعل التشبث الكبير لبعض السياسيين بالكراسي، مؤكدا ان كل من صعدوا الى الحكم منذ الثورة تعلقوا بالمناصب ولم يظهروا صراحة ما يفيد سعيهم الى اصلاح الأوضاع بالبلاد.
وقال تاج انه يساند تغييرا تاما في بلورة المشهد السياسي داعيا الجميع الى العمل كل من مكانه حتى لا تزداد صورة البلاد قتامة في الخارج وتنهار سمعتها تدريجيا، وفي هذا الصدد استشهد تاج بحادثة تخصّه حين استدعى مؤخرا صديقا فرنسيا له للقدوم الى بلادنا وهو ما تطلب جهدا كبيرا لاقناعه بالقدوم الى تونس حيث أبدى الفرنسي خوفا من ارتفاع منسوب الاجرام والحديث المتواتر عن الارهاب ..ولكن الحيرة تبددت اثر احدى عشرة يوما قضاها في تونس..وهو ما جعل عصام يخلص الى الاستنتاج بأن المسؤولية جماعية لانقاذ البلاد وسمعتها.
وبخصوص الانتخابات، لم يخف تاج نيته التصويت لحركة نداء تونس التي قال انها الاقرب الى تسلم الحكم حاليا ببلادنا لتغيير ما أمكن بعد تعطيل لحق قاطرة البلاد سابقا مع حكومات وأحزاب عديدة...
اعداد: طارق العصادي